ظروف القرية التى سافر أغلب أبنائها إلى فرنسا ويعمل أغلبهم فى تجارة الفاكهة ودهان الحوائط هناك, جعلت مهور الزواج مرتفعة، وتتجاوز فى كثير من الأحيان 70 ألف جنيه, لكن فى عائلة العشرى تتراوح المهور بين 30 و60 ألف جنيه، والأسر الثرية فى العائلة تقيم أفراحها فى نوادى (زفتى وسمنود والمنصورة), يقول: حسن حسن العشرى: أفراح العائلة قديما كانت عبارة عن عرض لرقص الخيول بالطبل والمزمار أمام منزل العريس، بعد أن تقام «وليمة» كبيرة يذبح فيها «عجلا» أو أكثر, و«هناك من أجدادنا من دفع 7 جنيهات مهرا والعروسة كانت تُحمل على جمل إلى بيت العريس».
العزاء لدى عائلة العشرى مختلف, حيث يقيم أفرادها سرادقا كبيراً، ويعدون الموائد ما بين الظهر والعصر للغرباء, يجهزها أفراد العائلة من غير أسرة المتوفى، ويجمعون مبالغ مادية لإعانة أسرة المتوفى, على سبيل المجاملة التى ترد فى حالات الوفاة عند الأسر الأخرى من العائلة.
عائلة العشرى تتصل بشبكة نسب ومصاهرة مع عائلات كثيرة فى الغربية والدقهلية وبعض المحافظات الأخرى، كما يقول جلال العشرى، المشرف العام على جهاز المطبوعات والصحافة بوزارة الإعلام، من أبرز هذه العائلات فودة والشيوى وبدرة والحفناوى والخشن ويونس وسماحة والبدراوى وأبو حسين وفرحات وصقر وسليم وشكر وشعير وأبو موسى وحسنين وعنتر والدهشان وشاهين وشرارة وسنبل ورزق، وغيرهم.وكان يغلب على العائلة قديما العمل الزراعى, حيث كانت تمتلك أكثر من 1000 فدان, أغلبها ملك لجبر بك العشرى فى ذلك الوقت.
التاريخ السياسى لعائلة العشرى بدأ مع بداية المجلس النيابى متمثلا فى عمارة محمد عمارة العشرى أول عضو دخل المجلس عن مركز سمنود, ومنذ عام 1964 وحتى 1990 كان للعائلة تمثيل نيابى, ثم انقطع حتى عاد مع فوز النائب جبر حسن سامى العشرى فى انتخابات 2005.
حكايات العمل السياسى لدى عائلة العشرى كثيرة، فجدهم «جبر» كان صديقا لوالد فؤاد سراج الدين واشترى من والد «فؤاد» مزرعة كان يمتلكها فى عزبة «الجرايدة» بمركز بلقاس فى الدقهلية, ثم تعرف على فؤاد سراج الدين بعد أن اعتقل نجله فى مظاهرة بالقاهرة, وهذه المزرعة رغم أنه تم بيعها إلى فؤاد سراج الدين الوفدى المعروف مرة أخرى، فإنها مازالت تحمل اسم «جبرالعشرى» إلى الآن, ويقول أفراد العائلة إن أملاك أجدادهم لم تمس لأن أجدادهم باعوها مباشرة قبل صدور قانون الإصلاح الزراعى، أفراد العائلة يذكرون أيضا علاقات أجدادهم مع الضباط الأحرار, فقد كان «جبر عبدالمجيد جبر العشرى» ضابطا بالجيش المصرى فى دفعة جمال عبدالناصر.
العمدة هشام يقول إن النائب الحالى «جبر العشرى» ترشح مستقلا عن مقعد الفئات، ثم تحول إلى الحزب الوطنى لأنه وجد أن أعضاء الوطنى يحصلون على أعلى الخدمات لأهالى دوائرهم، أما المستقلون فيواجهون صعوبات فى تلبية مطالب الأهالى, ويضيف العمدة هشام أن النائب «جبر العشرى» لم ينضم حبا فى الحزب الوطنى بل للضرورة, وأن كثيرا من أهالى الدائرة اعترضوا وغضبوا، لكن الغالبية العظمى راعت الظروف.
من الشخصيات التى بكى «حسن حسن العشرى» وهو يحكى عنها محمد عبد المجيد الشهير برشاد عشرى, فقد كان وثيق الصلة بالرئيس الراحل أنور السادات فى الفترة التى كان فيها السادات رئيسا لمجلس الأمة فى عهد جمال عبدالناصر, وكان رشاد عضوا فى هذا المجلس وتربطهما صداقة حميمة, توطدت بعد أن أصبح السادات رئيسا للجمهورية, وبعد وفاته امتدت الصلة مع الرئيس مبارك, حسن العشرى يضيف: بعد وفاة الحاج رشاد سنة 1983 رشح الحزب شقيقه ليشغل مكانه فى مجلس الشعب, وظل شقيقه عضوا فى المجلس حتى 1990, ويقول حسن إنه فى جنازة رشاد عشرى حضر فؤاد محيى الدين «رئيس مجلس الوزراء الأسبق» ومندوبون عن رئاسة الجمهورية وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية فى محافظة الغربية، وتم دفنه فى مسقط رأسه «ميت بدر حلاوة», وحسب كلام حسن, مشهد الجنازة كان رهيبا لدرجة أن جميع الطرق والمداخل فى سمنود سدت ولم يكن فيها موضع لقدم.
عائلة العشرى تحب أولياء الله الصالحين، هذا ما أكده لنا حسن حسن العشرى: عندنا مقام لنصر الدين بن المراعى, وكنا نريد إقامة «مولد» له, وكان أبوالوفا التفتازانى رئيسا لنقابة الطرق الصوفية, فطلب منا أن نسجل له نسبا, فذهبنا إلى دار الكتب وهناك أخبرونا بأن هذا الاسم لا نسب له, لأن الاسم يخص صحابيا جاء مع الفتوحات الإسلامية لمصر وتوفى فى هذا المكان, وتم فعلا إقامة «مولد» له عام 1980.
العمدة هشام تحدث عن طبيعة عمله وكيف يتم تنصيب العمدة واختياره فقال: يشترط فى المرشح للعمدية عدة شروط، أهمها أن يكون حسن السير والسلوك, ولديه نصاب قانونى لا يقل عن خمسة أفدنة, والعمدية كانت بالانتخاب ثم أصبحت بالتعيين فى عام 1995 ووالدى تقدم لها أيام الانتخاب ولم يتقدم ضده أحد, وعمى ورث العمدية بعد وفاة والدى. سألناه: كيف تم اختيارك كعمدة للقرية؟ قال: بعد وفاة عمى الذى تولى العمدية من سنة 1970 حتى 2000, توليت أنا العمدية بدون قرار رسمى, لأن الناس كانت تلجأ إلىّ لحل مشاكلها, ومنصب العمدة ظل خاليا منذ عام 2000 حتى قبيل تعيينى فى 2004, ولم تخرج العمدية من دارنا حتى الآن.
(150جنيها) هو مرتب العمدة شهريا، ويراه هشام لا يكفى حتى لمشروبات الناس التى تأتى للشكوى, مؤكدا أن العمدة لابد له أن يكون من القادرين ماديا ويمتلك على الأقل من 100 إلى 150 فداناً, ويضيف: بصراحة لا أستطيع أن أتنازل عن العمدية لأنها صارت إرثا لعائلتنا, وهى عبء كبير يكون التفرغ لها على حساب أعمالنا الأخرى وأموالنا. خصوصا أن هيبة العمدة، لم تعد كما كانت أيام أجدادنا, لأن هيبة العمدة جزء من هيبة نظام الدولة, ولماذا نبتعد كثيرا، أين هيبة ضابط الشرطة؟ هكذا تساءل هشام.
منزل الحاج حسن محمد إبراهيم يوسف العشرى، أكبر رجل فى العائلة سنا، ووالد حسن حسن العشرى، بسيط ومتواضع ولا يقارن أبدا ببيتى العمدة والنائب, وهو من مواليد 23/10/1924, ظل يعمل شيخا للخفراء لمدة 36 عاما ويمتلك ذاكرة قوية رغم عمره الذى تجاوز الـ84 عاما, قال لنا: كنت أيام الجيش الملكى على الجبهة أثناء حرب 48 فى فلسطين, وحزنت جدا على زملائى الذين تم أسرهم، وأذكر منهم (أيوب عبدالحميد مطر وحسن أبوشمر), ولم أخبر أسرتيهما إلا بعد فك أسرهما ورجوعهما, خوفا على أهليهما.
بارزون من العائلة
ــ اللواء سيد العشرى، مدير كلية البوليس - الشرطة حالياً- ومدير مديرية البحيرة سنة 1940.
ــ الدكتور محمود العشرى، مدير مستشفيات الصدر بوزارة الصحة سنة 1950 ومؤسس المستشفى العام بميت بدر حلاوة
ــ المستشار محمد البندارى العشرى، نائب رئيس محكمة النقض 1980
ــ المستشار السيد عبدالمجيد العشرى، المحامى العام الأول لنيابات المنصورة
ــ الأستاذ رياض عبدالمجيد العشرى، عضو مجلس شعب (1984 - 1987)
ــ عبدالله عبد المجيد العشرى، عضو مجلس شعب (1987 - 1990)
ــ اللواء نبيل العشرى، مدير أمن الجيزة سابقا ومدير إدارة التفتيش بوزارة الداخلية
ــ المستشار منصور عبدالجواد العشرى نائب رئيس محكمة النقض حالياً
«ميت بدر حلاوة» قرية فرنسية.. عُملتها اليورو
يتردد عن سبب تسمية القرية بهذا الاسم أنه فى وقت الفتوحات الإسلامية تم قتل 99 من المحاربين, فأطلقوا عليها «بدور» أى المحاربين, ثم جعلوها ميت بدر, ثم أضافوا كلمة «حلاوة».
المبانى الفخمة المصممة وفقا للطراز الأوروبى تنتشر فى القرية نظرا لوجود أكثر من 4000 شاب من أبنائها فى فرنسا يعملون فى تجارة الفاكهة و«دهان الحوائط», ومما يتردد عنها وجود شارع باسمها فى إحدى ضواحى باريس وأن أهلها يتعاملون باليورو، وهو كلام مبالغ فيه, وقد يكون (إفيه) من (إفيهات) أهالى القرى المجاورة, وذلك للثراء الواضح على أهل القرية. أول من سافر من القرية إلى فرنسا كما يتردد (على صادق وفريد عبدالنبى وشريف أبوعلى) فى بداية السبعينيات.
ومن أشهر عائلات «ميت بدر حلاوة» (النجار, العشرى, الخولى, نصار, أبوحسين, أبو عماشة, شدّاد, شتا ).
ويمتلك «آل العشرى» سرايا قديمة عمرها يقترب من 120 عاماً, ويقال أنهم باعوها لأفراد من عائلة شتا فى أواخر صيف 2007.
مهندسون ورجال بنوك
- م. كمال العشرى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولات المصرية الأسبق.
- م. مجدى العشرى، العضو المنتدب لشركة جنوب الضبعة.
- م. علاء العشرى، مدير مكتبة المستقبل بمصر الجديدة التى تترأسها السيدة سوزان مبارك.
- م. وائل العشرى، بشركة مختار خطاب.
- المهندسون «سعد وسامى وسامح العشرى»، أصحاب مكتب العشرى الهندسى بمصر والسعودية.
- طاهر العشرى، وكيل محافظ البنك المركزى سابقا.
- فاروق العشرى، المدير العام وعضو لجنة الإدارة العليا بالبنك المركزى سابقا.
- نبيل موافى العشرى، المدير العام ببنك مصر سابقا.
- عادل العشرى، مدير ببنك الإسكندرية سابقا.
- فتحى العشرى، مدير ببنك الإسكندرية سابقا.
لمعلوماتك...
◄1983 توفى النائب رشاد العشرى
◄1964 أول تمثيل نيابى للعائلة
المصدر
جريده اليوم السابع
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=64037&