العلماء يحذرون من مجلس الفضائيات الفتوي علي الهواء مباشرة..خطر يجب التصدي له التخصص والإعداد المسبق.. يمنعان الأخطاء
مسئولية السائل
يقول الدكتور منصور نصر قموح إن المشكلة التي تسبب الاضطراب في الفتوي ليست في المفتين فقط الذين قد يمنعهم الحرج وهم يواجهون الكاميرات التي تنقل ما يقولون علي الهواء مباشرة أن يعلنوا عدم معرفتهم بالسؤال وإنما تتعلق بالسائلين أنفسهم فنحن في حاجة إلي نشر وعي فقهي بين الناس يعرفون من خلاله أن الضابط الذي يحكم السائل هو ضميره فالسائل قد يسأل سؤاله فلا تعجبه الإجابة ولا تقع حسب ما يرجو هواه وإن اقتنع بإجابة المجيب فيتجه إلي فقيه آخر وآخر ثم يدعي اختلاف الإجابات أو يختار إجابة لا يستريح إليها ضميره وإن تمناها هواه وبالتالي يصبح آثما لأنه يعرف الحق ولا يلتزم به ويسعي إلي تلفيق الباطل باعتباره حقا قاله فقيه.
يضيف الدكتور منصور نصر قموح: أن المفتين الذين يتقدمون للافتاء يجب أن يعلموا أن اجرأ الناس علي النار هم أجرؤهم علي الفتوي وقد سئل الإمام مالك في مسائل كثيرة فأجاب عن مسألتين وقال في الباقي لا أدري وكان يقول هذا رأينا فإن جاء أحد بأفضل مما جاء به اتبعناه.
وينبه إلي أن استخدام وسائل عرض القضايا علي الهواء مباشرة قد تنفع في بعض الموضوعات وإنما لا يجوز أن تتم في الفتوي حتي تتوخي خطأ المفتي إما بسبب جهله بالحكم أو عدم فهمه للسؤال أو تمحيصه في حواره مع السائل أو لوقوعه في حرج أمام الجمهور من أن يقول لا أدري وبالتالي يجب أن تكون برامج الفتاوي معدة مسبقا بحيث يتريث المفتي ويعطي الوقت المناسب لمناقشة السائل أو يعود إلي المصادر أو يناقش عالما آخر في المسألة ليصل إلي وجه الصواب فيها ثم يقدم البرنامج كاملا متكاملا لأن الكلمة السريعة كالطلقة التي إن خرجت من فوهة البندقية صعب اعادتها أو منعها من الحركة وهكذا تكون الإجابات علي الهواء المباشر.